الرئيسية > آراء > عودة الموتى إلى اليونان! تخيلوا تحالف حزب الطليعة والاشتراكي الموحد فائزا بالانتخابات المغربية
26/01/2015 17:30 آراء

عودة الموتى إلى اليونان! تخيلوا تحالف حزب الطليعة والاشتراكي الموحد فائزا بالانتخابات المغربية

عودة الموتى إلى اليونان! تخيلوا تحالف حزب الطليعة  والاشتراكي الموحد فائزا بالانتخابات المغربية

حميد زيد كود=

منذ مدة واليونان مريضة، وطريحة الفراش، وقد جربت كل الأدوية التي وصفها الطبيب لحالتها، ولم تشف، ولم يظهر تحسن في حالتها الصحية.

والدول مثل البشر، عندما يفقدون الأمل في العلاج، يبحثون عن بدائل أخرى، مثل التداوي بالأعشاب والشعوذة والسحر والرقى واستحضار الأرواح والاستعانة بخدمات الجن والموتى.

وفي مثل هذه الحالات، وعندما تشتد الأزمة وتستفحل، يكون المقابل للجوء إلى الشعوذة لدى الدول، هو أحزاب اليمين المتطرف أو اليسار الجذري، وفي اليونان ذهب الشعب مستسلما لهذا الدجال، الذي لم يكن، ولوقت قريب. حينما كانت اليونان معافاة، يزوره أحد من المواطنين، ولم يكن تصوت عليه إلا قلة قليلة.

إنها أحزاب مرتبطة بالمرض والأزمة، ولا تنتعش حين يكون جسد الدول سليما، فيتشبث المواطن المغلوب على أمره بأي وهم يعرض أمامه، لكنه سرعان ما يكتشف أنه خدع، وسلم نفسه للمغامرة وللخطر، وهو يأمل أن يتشافى بأي طريقة كيفما كانت.

لم يستطع هذا النوع من اليسار الأوربي الوصول إلى السلطة في عز قوته قبل عقود من الآن، حين كانت الاشتراكية موضة في العالم، وها هو اليوم يعود، ويا للمفارقة، بعد أن أصبح جثة، وها هو شعب أوربي مأزوم يصوت بكثافة على ميت لينقذه من البطالة ومن التقشف ومن الديون المتراكمة على الدولة، وقد يحصل نفس السيناريو في القريب العاجل في إسبانيا، وقد صار متوقعا أن يفوز اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة في فرنسا.

طبعا، سيفرح كثيرون بهذا الإنجاز التاريخي الذي تحقق في اليونان، فالشعب أخيرا قرر أنه يريد اليسار، ولم يصوت على الأحزاب التقليدية، وخرج عن حلي يمين الوسط ويسار الوسط، اللذين سادا في كل أوربا الديمقراطية.

يتوفر هذا النوع من اليسار على شعارات جميلة وطنانة ووعود وردية ومغرية للحالمين، لكنها غير واقعية ومفارقة للعالم كما هو الآن، وشيئا فشيئا سيتراجع عن خطابه وسيتحول إلى عدو لنفسه، بعد أن يرى الواقع ويواجهه وهو يتحمل المسؤولية.

إنه يقترح مفاوضات جديدة مع الاتحاد الأوربي ومع البنك المركزي الأوربي، وفي تجمعاته الخطابية كان يدغدغ مشاعر الجموع برفضه تأدية الديون التي على الدولة، ويعد الفقراء برفع رواتبهم، لكن لا أحد سأل من أين سيحصل على ذلك ومن أين سيأتي بالمال، بعد أن يقطع علاقاته بأوربا وباتحادها وبألمانيا، وبعد أن تفر الرساميل والاستثمارات ويتدهور الاقتصاد وتعم الفوضى ويتراجع عدد السياح وتنعدم الثقة.

والمهم هو أن اليسار عاد، وكم هي فرحة اليساريين عارمة، بعد أن عاد هذا اليسار، الذي لا يرى العولمة ولا يرى الوحدة الأوربية، وينظر إلى اليونان كأنه دولة معزولة عن العالم المحيط بها، وقادرة من لا شيء ومن أزمتها الخانقة، ومرضها الخطير على النهوض، مستعينة بالسحر والطب البديل والتشبث بالموتى.

تخيلوا معي أن يفوز حزب الطليعة في الانتخابات المغربية، متحالفا مع الحزب الاشتراكي الموحد، إن أي شخص يمتلك ذرة عقل ويتوفر على معرفة ولو سطحية بالخريطة السياسية لا يمكنه تصور ذلك، لأنها أحزاب صغيرة وهامشية ولا تأثير لها، لكن هذا حدث في اليونان وقد يحدث في أماكن أخرى، وفي أي دولة مريضة ولم تنفع معها وسائل العلاج المعروفة.

هذه هي الديموقراطية، لا تنتعش ولا تظهر جدواها إلا مع الرخاء والتقدم والاقتصاد المنتعش، وعندما يتأزم الاقتصاد، يفقد المواطنون الأمل، ويتشبثون بكل من يقترح عليهم حلا مهما كان خياليا وبعيدا عن الواقع، فيصوتون هنا على اليسار الراديكالي، وهناك على اليمين المتطرف، ويسود هنا خطاب يرفض الرساميل ويرفض النجاح ويتهم الأبناك والرأسمالية والعولمة، ويسود هناك خطاب ينشر الخوف من الآخر ويربي العنصرية ويغلق الهوية.

لقد عاد الموتى، وعادت أشباح الماضي، وهناك من يستقبلهم الآن بالورود، ومن يهلل، وينتظر منهم وصفة للعلاج، وسنتفرج على هذه التجربة، وسنرى شعاراتها تتبخر، وهي تصطدم بأرض الواقع الصلبة، وبالأبناك والشركات والدول المانحة، وسنتفرج عليها وهي تخون خطابها، وتتحول إلى يمين، كانت أمس تنتقده بقوة، وتعتبره أصل المشكل، غدا، نعم غدا، سنرى كل ذلك بوضوح، وكيف صار العالم يمينيا ومعولما ومرتبطا ببعضه البعض، ولن ينقذك أيها اليساري الرجعي والمحافظ من الغرق، إلا تلك الرساميل وهؤلاء المستثمرون وتلك الأبناك التي ضيعت عمرك في شتمها ومقاومتها.

موضوعات أخرى

24/04/2024 18:00

رحيمي والعين لاعبين الفينال مع فريق جابوني وولد يوعري باغي يكون اول مغربي يربح شومبيونزليگ آسيا

24/04/2024 17:20

المطارات المغربية استقبلات كثر من 6 مليون مسافر وها المطارات اللي حيحات فهاد الفترة

24/04/2024 17:07

رئيس الحكومة دافع على حصيلة وزراء مكلفين بالدعم المباشر والسكن والتغطية الصحية: فخور بخدمتكم ومشروع الحماية الاجتماعية ديال سيدنا ماشي ديال البوليميك

24/04/2024 17:00

الكابرانات خسرو ماتش جديد مع المغرب: الكاف حكم بخسارة USMA مع بركان بسبب الحجز على تونيات الفريق المغربي

24/04/2024 16:48

أخنوش كلاشا تجربة بنكيران بلا مايذكر سميتو: مكونات التحالف الحكومي نجحات في تجنب الصراعات الفارغة ‏وعدم هدر زمن المغاربة

24/04/2024 16:30

أخنوش: ترسيم رأس السنة الأمازيغية بقرار ملكي لحظة تاريخية غاتعزز المكتسبات المحققة وها شنو درنا لصالح القضية الأمازيغية

24/04/2024 16:10

منع مسيرة موظفي الداخلية فالعاصمة.. الآلاف كاعيين على لفتيت: بغينا حتى حنا الزيادة فالصالير والنظام الأساسي (فيديو)