كود- خاص
نشرت وزارة الخارجية الامريكية الشهر الماضي بعضا من وثائقها التي رفعت عنها السرية و التي تخص قضية الصحراء ووضعتها في أرشيفها الوطني المفتوح للعموم من الباحثين، و كانت اغلبها حوارات مع الرئيس الجزائري الهواري بومدين و الملك الحسن الثاني و أيضا مع بعض المسؤولين الاسبانيين يجريها وزير الخارجية انذاك هنري كيسينجر ، كما تضمنت مراسلات السفارات الامريكية و تقارير مختلفة أخرى. كَود حصلت على الوثائق و انتقت منها أهمها لتقدمه لكم مترجما.
—
مذكرة من مدير المخابرات المركزية إلى وزير الخارجية مساعد الرئيس في شؤون الأمن القومي هنري كيسينجر
واشنطن 3 اكتوبر 1975
الموضوع: الخطط المغربية لضم الصحراء
-تلقينا تقريرا من ( ….سطر محذوف يعتقد أنه اسم مصدر المخابرات الأمريكية من محيط الملك الحسن الثاني – المترجم ) عن أن الحسن الثاني قرر ضم الصحراء في غضون ثلاثة أسابيع (…محذوف) هجوم مماثل سيحدث بعد الثلاثاء القادم.
– نظرا لوجود وحدات عسكرية اسبانية في الصحراء فقد ينجم نزاع مسلح،إن خسر المغرب هذه المغامرة سينتج عن ذلك سقوط حكومة الرباط،من جهة أخرى إن كان النزاع لمدة طويلة مع خسائر بشرية فهذا سيخلف أزمة سياسية في مدريد.كما يوجد احتمال ان تتورط الجزائر في هذه الحرب.أما موريتانيا فنعتقد أنها ستتجنب أي تورط عسكري.
-في الملحق ستجدون تقريرا عن الوضع و تطوراته المحتملة بشكل أعمق تم عمله باشتراك مع DIA و مصالح وزارة الخارجية و NSA (وكالة الأمن القومي ) لقد تم استنفار جميع المصادر الاستخباراتية و عناصر المحللين و سيتم اخباركم بالتطورات عبر القنوات العادية أو مذكرات انذارية .
و- إ كولبي.
خاص كود
—
الملحق:
– تحت ضغط الجيش قرر الحسن الثاني ضم الصحراء في غضون ثلاث اسابيع،سيهاجم المغرب حين ينتهي شهر رمضان يوم الثلاثاء القادم و الملك واثق من أن عمليته العسكرية ستنجح وأن الجنود الاسبان غير مدربون بما يكفي و أنهم لن يقاتلوا.
– لقد كان منهج الحسن الثاني منذ البداية عبارة عن سياسية خاطر فيها ببكل شيء،في غشت الماضي وعد شعبه أن يضم الصحراء قبل نهاية السنة بالقوة إن لزم الأمر رغم وعده السابق أنه سينتظر رأي المحكمة الدولية، يعتقد ان الوقت مناسب للهجوم مادام الاسبان في حالة ضعف,كما يوجد قلق في الرباط على ان حكم المحكمة سيكون غامضا او في غير صالح المغرب و ان لجنة نزع الاستعمار الاممية ستقرر منح الصحراء الاستقلال,و اخيرا من الممكن ان الحسن الثاني قد يكون استنتج ان تدخلا عسكريا سيجلب له تحكيما دوليا في صالحه،الى الان فكل المغاربة يساندون الملك ولكن ان فشلت المغامرة العسكرية سيكون في وضع سيء جدا قد يؤدي الى انقلاب.
– الرباط تتوقع مقاومة من طرف 5000 جندي اسباني من الفرقة الاجنبية،و القوات الجوية الموجودة في جزر الكناري، و ايضا من قوات المشاة الجزائرية.حيث يعتقد المغرب ان الجزائر ستتدخل عسكريا.وقد وصل الى علمنا انه يجمع قوات عسكرية في الرباط من سوريا و مصر و منظمة التحرير الفلسطينية و من المحتمل السعودية ايضا لجعل الجزائر تتراجع عن رد عسكري.لكننا لا نملك اي دليل على تواصل توافد قوات عربية الى المغرب،ومن الممكن ان تصل قوات خفيفة محمول جوا دون ان يتم رصدها،نشك في ان الدول العربية الشرقية قد تتدخل في نزاع مسلح عربي عربي فهي ستفضل الوساطات ،منظمة التحرير الفلسطينية ستكون استثناءا.
– وضع المغرب تقريبا ربع قواته أي 55 الف جندي في الجنوب منذ 1974 و رغم مشاكل الامدادات و المعنويات بسبب وضع العسكر البدائي نتوقع ان ما بين 12 الف الى 15 الف عسكري مغربي سيتواجدون في الايام القادمة و اغلبهم مشاة تكتيكية مع قليل من الدبابات و المدفعية ووحدات الدفاع الجوي و رغم ان المغاربة قد أسسوا قيادة في الجنوب فهم سيلقون صعوبة في تنسيق هجوم شامل ضد اسبانيا او الجزائر.
– من المحتمل ان اسبانيا قد تتكمن من رد الهجوم المغربي،تملك اسبانيا 16 الف جندي في الصحراء و 20 الف في جزر الكناري و يملكون 51 دبابة متوسطة و 35 اَلية مصفحة للدعم الاَني،القوات الاسبانية مجهزة جيدا و مدربة بشكل محترف مقارنة مع الجيش المغربي.جويا تملك اسبانيا 60 طائرة مقنبلة فائقة لسرعة الصوت و تشكيلين من 5 Fو اربعة تشكيلات من الميراج 3 و F4C المعترضة في اسبانيا.
– إن قرر الحسن الثاني بالفعل الدخول في الحرب نعتقد أنه أساء تقدير القوات الاسبانية و الرد الاسباني،فرغم انها لا تريد البقاء في الصحراء او التورط في حرب استعمارية الا ان القوات الاسبانية في الصحراء ستقاوم بشدة، و ستطلب مدريد من الامم المتحدة التدخل و دعما من واشنطن،وموقفنا سيكون حاسما في تقدم المفاوضات حول القاعدة العسكرية الامريكية في اسبانيا و ايضا استعمال المغرب لاسلحة امريكية في النزاع..و المغاربة سيتوقعون دعما ديبلوماسيا منا،ما يمكن ان يتسامح معه الحسن الثاني هو موقف محايد.
– مبدئيا ،نزاع مسلح مع المغرب سيوحد جميع الاسبانيين ما سيساعد النظام على تحويل الانظار عن المشاكل الداخلية،ولكن إن طالت الحرب فستكون حينها شأنا يقسم الاسبانيين،وخصوصا العسكريين أكثر جزء مستقر ضمن المجتمع الاسباني،وسيكون النقاش منصبا حول جدوىالموت من اجل ارض اعلنت الحكومة من قبل انها ستتخلى عنها.
– الجزائر تفضل استقلال الصحراء و عدم التورط المباشر في النزاع المسلح وستخلق متاعب للمغرب،نتوقع ان تدعم الجزائر جبهة البوليساريو وهي مجموعة صحراوية مناصرة للاستقلال،كما ان الجزائر قد تحرك قواتها الى الحدود الشمالية مع المغرب كنوع من الضغط على الملك الحسن و قد تساعد فصائل المعارضة المغربية.نتوقع ان تشن الجزائر حملة ديبلوماسية عالمية لتنديد بالهجوم المغربي.
– في حالة تدخل عسكري جزائري مباشر نتوقع انتصارات عسكرية مغربية في البداية لانهم متفوقون عدديا على قوات المشاة الموجودة في الجنوب الجزائري ولكن القوات الجوية الجزائرية المكونة من 200 طائرة مقاتلة ستدمر الــ 40 التي يملكها المغرب و سيلعب ذلك دورا في دعم المشاة الجزائرية المجهزة و المدربة بشكل افضل.
